الاثنين، 13 فبراير 2012

اجتماع عام لأهل الشيخ سيديا في بتلميت













بتلميت: 11\02\2012:عقد الخليفة العام لأهل الشيخ سيديا اجتماعا عاما واسعا وكبيرا في مدينة بتلميت, حضره رؤساء ووجهاء القبائل, وومثلوا مختلف شرائح وأطياف المجتمع, وكان ناجحا بكل المقاييس,وقد غصت الخيام بالحاضرين, وافتتح الاجتماع بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم , تلتها كلمة الخليفة العام , التي ألقاها نيابة عنه السيد: إسحاق ولد موسى ولد الشيخ سيديا, وتمحورت كلمته على الدعوة إلى التوحد والتضامن والتعاون والتكافل , ونبذ الخلاف ,كما تناول الكلام كل من السيدين: هارون ولد أحمد ولد الشيخ سيديا , والأستاذ باب ولد هارون ولد الشيخ سيديا, مبرزين الهدف من الاجتماع, والنتائج المرجوة .


وهذا نص كلمة الخليفة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الإخوة والأخوات, أيها السادة والسيدات, أيها الحضور الكريم:
إن خير ما يفتتح به الكلامُ بعد حمد الله تعالى والثناءِ عليه , الحثُّ على تقوى الله تعالى وطاعته , فأوصيكم جميعا ونفسي بتقوى الله تعالى وخشيته ومراقبته في السر والعلن, والبعد عن معصيته واجتناب نواهيه , والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا , والاقتداء بصحابته, والسير على نهج صالح سلف الأمة , والأخذ من معينهم الصافي, فذلك هو طوقُ النجاة , وسبيلُ السعادة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )).
أيها الجمع الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
دعوني بارك الله فيكم, أن أبدأ بكل من لبَّى دعوتـَنا وكثـَّر سوادَنا ممن في الله نحبهم ويحبوننا, وإنهم والله منا ونحن منهم, فأهلا وسهلا بكم, مأجورةً خطاكم, مشكورةً لكم تلبيتُكم لهذه الدعوة, ومحفوظا لكم تجشمُّكم ومكابدتُكم ــ رغم المشاغل ــ لتشريفنا بحضورِكم الكريم في مدينتكم مدينةِ بتلميت.
إن وجودكم هاهنا ـــ اليوم ــ , ومشاركتَكم لنا في هذا الاجتماع المباركِ , والتآمَ شملنا في هذه الربوع , لمن دواعي السرور والغبطة, وخيرُ برهان, ودليلُ صدق على تجسيد حقيقةِ الأخوة التي تربطنا بكم, والمحبةِ الصادقة التي تجمعنا وإياكم على التعاون على البر والتقوى, فشكر الله لكم سعيكم , وبارك لكم في أمركم.
أيها الحضور الأماجد: إنكم في غنى عن التذكير والتنبيه, بلْهَ التوجيهَ والإرشادَ ، إلا أن فضل الذكرى جعلني أتجرأ على دعوتكم إلى مزيد من التعاون والتلاحم والتعاضد, اعتبارا لآكدية الحاجة لذلك, خاصة في هذا الزمان الذي يزدحم في نطاقه من الأحداث والوقائع والتغيرات ما لا يحيط بحقيقته تصور, ولا يدركُ كنهَه عقل، فهلموا إلى وحدة أقوى نبلور من خلالها صورةَ التعايش الأمثل, والتكافلِ العمليِّ.
إن هذا الاجتماع المباركَ الذي تناديتم إليه برهنةٌ تقوِّي اليقين أنكم على سَنن السلف الصالحين ماضون، وبعهودهم وعلائقهم مستمسكون، امتثالا لأمر الله تعالى القائل:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا."
ليس غريبا أن نجتمع ونتحد ونتعاضَد، فقد حثتنا على ذلك أواصرُ الدين ووحدةُ الانتماء وآصرةُ القربى، ومهد لنا طريقَ الوحدةِ سلفُنا الصالحون، الذين لطالما أجمعوا أمرهم، ووحدوا صفهم، واجتمعوا على كلمة سواءٍ في السراءِ والضراء، والمنشطِ والمكره، حتى صدق فيهم الوصفُ النبويُّ بأنْ كانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ونحن اليوم بهذا الاجتماعِ نجدد عهدهم ونقوي غزلهم، ونُذْكي في الأجيال حميَّةَ الاعتصام بحبل الله عصمةً من التفرق.. والاحتماءَ للشجرة الطيبة الجامعة التي هي غرس الأجداد، ومسؤوليتُنا حتى نسلمها للأبناء والأحفاد..أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها.
جمعنا الكريمَ، إن غرس الآباء مسؤوليةٌ وأمانةٌ في أعناقنا نصونه وننمِّيه، ومن أعظم ذلك تلك العلاقاتُ الربانيةُ العريقةُ والعميقةُ والنسبية التي نسَجوها مع كافة القبائل والأسر الموريتانية، على أسس قويةٍ ودعائمَ صلبةٍ متجذرةٍ, فنحن بإذن الله لها مجددون، وفي بعثها سالكون، حتى يعم الخيرُ ويسودَ التراحمُ والتآلفُ أرجاءَ البلد، استدرارا لما وعد به اللهُ تعالى أهلَ التوادِّ والتراحمِ فيه من بركات في الأنفس والذراري والأموال.
فليس نقص أنكرَ وأضرَّ على الأسر والجماعات من التفرق والنزاعات, قال الله تعالى:( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين). ذلك أن جهد الفرد قليل وإن كثر , وإنما يأكُلُ الذئبُ من الغنم القاصية, فنحن ــ بحمد الله تعالى ــ نمتلك كل مقومات الوحدة التي هي أساس العزة والسيادة : فالأصل واحد, والهدف واحد , والإحساس مشترك , والغاية مغنم للجميع .
ولأجل هذا فإنني أدعوكم إلى أن نغتنم هذا الاجتماعَ للتصافي والتلاحم والتواصل, من أجل بناء مستقبلٍ أساسه متين , تسوده المودة والرحمة والتعاون والتكافل , ويُتخذ فيه ما يناسِب من المواقف الموحدةِ تجاهَ القضايا العامة والمطروحة , طاعة لربنا وبرا بسلفنا, قال سبحانه وتعالى:(( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )), حيث طاعةُ وليِّ الأمر هي طاعةٌ لله عز وجل .
فنحن صف واحد خلف قادة البلاد وذوي السلطة في سعيهم لإصلاح الأحوال وتحسين ظروف الناس وتأمين معايشهم، وهو ما يتطلب منا أن نؤازر راعيَ هذه الإصلاحات :
السيدَ الرئيسَ: محمد ولد عبد العزيز .
وفي الختام فإنه علينا جميعا أن لا نخرج إلا بحقيقة عملية , مُؤداها : وحدةٌ بها كل شيء , وتضامن في كل شيء , وأُخُوة حقيقيةٌ هي كلُّ شيء , قال صلى الله عليه وسلم: ( يدُ الله مع الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار).
والوحدةُ المرجوة: معنى وعمل , لا كلام وجدل , ولا ينفع طولُ الأمل.
وهذا الوقت بين أيدينا , والمقامُ مقامُ تشاور وعمل , ونحن هنا على حد سواء , مثلُ الإخوة الأشقاء, فلنسمعْ من بعضنا , عسى الله أن يوفقنا لما فيه الخيرُ والصلاح ,وأن يسلك بنا سبيل الخير والهدى, إنه سميع مجيب الدعاء .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الخليفة العام لأهل الشيخ سيديا: الشيخ موسى ولد محمد ولد الشيخ سيديا
بتلميت يوم:11\02\2012