الاثنين، 15 يونيو 2009

قصيدة : ألا عم صباحا يا أبا تلميتا | الإستسقائية | للشيخ سيدي الكبير رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصيدة : الشيخ سيدي الكبير ـ رحمه الله تعالى ـ
والمعروفة (( بالإستسقائية التلميتية )), يقول رحمه الله تعالى :

ألاَ عِمْ صباحًا يا أبا تِلْمِيتا = وحُزْ من نجاحٍ ما أردت وشيــتا
وساق إليك اللهُ كلَّ فضيلةٍ = وجادَ بأرْضيك الجدَى فحظيـــتا
وحفَّتْ بك الخيراتُ من كل وِجهةٍ = ونادَى منادِى الفضلِ نحوك هِيــتا[1]
ونلْتَ من الربِّ العظيمِ عنايةً = دَفوعا تَدُعُّ[2] الأزْمَ[3] والمرمريـــتا[4]
ومن رهبوتا فيه خير بما بغى = وأفرط في الطغيان من رحمـــوتا
ولا برحت أرجاك مأوَى ذوي التقى = يقيمون فيها قربة وقنـــــوتا[5]
ومخلًى به حزبُ الإرادة يختلي = نجيا ويدعو جاهرا وخُفــــوتا[6]
متى ما أثار الذكرُ حالا صحيحةً = ببعضهمُ أبدَى زفرة ونهيــــتا[7]
ومنحًى لأرباب المآرب تنتحي[8] = إليه عِزُوهم ناطقا وصَمــــوتا
ولا زلت محميا حماك ومرتضًى = جوارُك بين الخلق بِـيرا بخيـــتا[9]
سقى الله قطرا كنت محشاه حاشيا = شئابيبَ[10] تروي نُجده والخُبــوتا[11]
وتُكْسَى العوارِي من زرابيِّ حوْكِها = صُـنوفا تضاهت حيكةً لا نعــوتا
مراحمَ[12] تنفي البؤس عنا فلا نرى = لسوْرة بؤسٍ[13] بعدهن ثبــــوتا
ويسري بها نورُ التقى واليقينِ في = نفوسٍ هواها لا يَريم[14] حميـــتا[15]
ويغدو بها مِرْواعُنا بعد روعنا = وروعِ مريدينا مَروعا هبيــــتا[16]
ويصبح مفقودُ المعيشةِ قبلها = من الخلق مرزوقا بها ومقــــوتا
وتصبح لُسْنُ الحالِ والقالِ كلُّها = شواكِرَ من لم يفْتَ قط مقيـــتا
إلـهًا كريـمًا ماجدًا متفــــضلاً = برَى بيديْه الملكَ والملكــــــوتا
وكان على الـعرش المجيـد استـواؤُه = وما ذاك إلا القهر والجبـــــروتا
هـو اللهُ ربُّ العرشِ جـلَّ جـلالُه = هو الأحدُ الحيُّ الذي لن يمـــوتا
هو الصمدُ المصمودُ[17] في كل حـاجةٍ = هو الخالق الرزاق علما وقـــوتا
تــبارك ربا دبر الأمر وحـــده = معزا مذلاًّ محيِيًا ومُمِيــــــتا
تحـلَّى تعالى بالكمال جميــــعِه = ولم يَحْلَ مِن وصْفٍ لذاك مفيــــتا
له الرحمة المِيـــساع[18] والنعمة التي = مُراوِدُ إحصاها يُعَدُّ مَفــــــوتا
تفضـل بالإيجاد والمـــدد الذي = يناط به مبقى الحياة وُقـــــوتا
فـمَنَّ بلا مَـنٍّ وجـاد بـلا أذى = وعم بجدواه الذرى والتُّحــــوتا[19]
وأوسع بالإيمان أعظمِ نعــــمةٍ = علينا فحزنا منه عِزا وصِيـــــتا[20]
وعُذْنا به حصنا حصينا مُمَنَّـــعا = وصُلنا به في الله عَضْبا صمــــوتا[21]
لك الحمد والشكر الجزيل إلهَـــنا = فجَدك يستدعي الثنا والقنـــوتا
ونحن وإن كنا الجـفاةَ فإنــــنا = عبيدك لا نرضى سواك مقيـــــتا
وقد جاء عنك الأمر والوعد بالـدعا = وجَيْبتِه لو من دعاك ختيـــــتا[22]
فنسئلك اللهم عفوا مُؤَمِّـــــنا = وعافية تكفي اللئا واللُّصـــــوتا[23]
ويمنع من كل المكاره ســــورُها = ويغْدُو بها ركنُ اليقينِ ثبيـــــتا[24]
وغيثا مـغيثا مُمْرِعا[25] طـبقا[26] رِوًى[27]= يغادر شمل اللئْيِ شملا شتيـــــتا
وتغدو بسقياه الأجادب خصـــبة = وذوالوهن[28]جلدا والهزيل خميـــتا[29]
عيالك يا ذا الطوْلِ عِيلَ اصطــبارُه = ولاقَى من اللأْواء وجها مَّقيـــتا
فآراضه سُـحْت وأعـلاق مــاله = تكاد من البؤسَى تكون سحيــتا[30]
فآضـوا[31] معا إما خريـعا[32] معـطلا= وإما صريخا مصمتا أو مصيـــــتا
ومن فرط ما نيبوا به رق حـــالهم = وكاد يساوي المقتنِى المستبيــــــــتا[33]
فمُنَّ عليهم يا كــريم تفضـــلا = ولا تمنعنهم بالجريرة[34] قيـــــتا[35]
فتب واعف واغفر واسترنَّ وعافــيًا = وصل واسق وارحم وارزقنَّ وقـــوتا
وطهر من الأقذار كل سريـــــرة = وعمِّر بأنوار العلوم البيـــــــــــــوتا
وسِر بالمباني فيك أحسن سيــــرة = وآتِ المعاني خير ما هي تُــــوتى[36]
بأسمائك الحسنى وأوصافك العـــلى = وآياتك اللائي قمعن البُهـــــــــــوتا[37]
بِالاِسْـم الذِي مَا إنْ دعـاكَ بِحـقه = أخُـو ضرةٍ إلا أجبتَ وجِيــــــــــــتا
أغِـثْ يا غياث المستغيثين واستـجب = ولا تثْن عنا من حنانك ليــــــــــتا[38]
وجُد بحيًا يحيي الأراضي ويقتـــري = أجاريزَها معمورَها والمُــــروتا[39]
بمزنِ حـبِـيٍّ مرزمِ الرعدِ مغـــدقٍ = هنيءٍ مريءٍ لا يهاب مُليـــــــــــــــتا
ركـامٍ[40] تزجـيه الجنوبُ وحـــثَّه = جـلاجلُ[41] رعدٍ برقُه لن يخـــوتا[42]


وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأزواجه, وارض اللهم عن سائر صحابته أجمعين.
تحقيق : إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي
غفر الله له


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ـ أي هلُم
[2] ـ تدفع وتبعد
[3] ـ الجدب والقحط
[4] ـ الداهية
[5] ـ الطاعة والدعاء والقيام
[6] ـ إسرارا وسكونا
[7] ـ زئير الأسد وهنا بمعنى الصياح
[8] ـ أي مقصدا لأصحاب الحاجات
[9] ـ محظوظا , والبخت هو الجَد والحظ
[10] ـ الشآبيب من المطر : الدفعات
[11] ـ الخبت : ما تطامن من الأرض وغمض , فإذا خرجت منه أفضيت إلى سعة
[12] ـ جمع مرحمة وهي الرحمة
[13] ـ أي أثر شدة وضنك
[14] ـ لا يبرح
[15] ـ الحميت : الشديد والمتين من كل شيء
[16] ـ الهبيت : الجبان الذاهب العقل
[17] ـ المقصود في كل الأمور
[18] ـ الشاملة والواسعة التي تسع كل شيء
[19] ـ أي شمل الجميع : القمة والقاعدة , منهم أشراف ومنهم أراذل , منهم فوق ومنهم أسفل .
[20] ـ شهرة وسمعة
[21] ـ العضب : السيف القاطع , والصموت : الدرع الثقيل
[22] ـ الختيت : الخسيس الناقص
[23] ـ اللصت : اللص , جمعه لصوت
[24] ـ ثابتا
[25] ـ مَرُع المكان مَرْعا ومراعة إذا أخصب , وغيث مريع وممراع : تمرع عنه الأرض
[26] ـ عاما , مطر طبق الأرض : إذا عمها
[27] ـ كثيرا
[28] ـ الضعف
[29] ـ الخميت : السمين
[30] ـ الرغيب الواسع الجوف الذي لا يشبع
[31] ـ صاروا
[32] ـ ضعيفا منكسرا
[33] ـ الفقير الذي لا يملك بيت ليلة من القوت
[34] ـ الذنب والجناية
[35] ـ القيت والقيتة والقوت : المسكة من الرزق
[36] ـ تُـؤْتى
[37] ـ بهِت الرجل وبهُت : إذا دهش وتحير وانقطع عن الكلام
[38] ـ لا تَه يَليته ويلوته : حبسه عن وجهه وصرفه
[39] ـ المروت : المفازة لا نبات فيها
[40] ـ الركام : السحاب , وفي التنزيل ** ثم يجعله ركاما **
[41] ـ صوت الرعد
[42] ـ خات الرجل مالَه يخوته ويخيته إذا تنقصه , والخوات : صوت الرعد والسيول , أي لن يخيِّب الآمال .

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيكم على ايراد هذه القصيدة التي كنت ابحث عنها
    جزاكم الله كل خير
    مجهودات طيبة ومميزة

    ردحذف
  2. بارك الله فيكن وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه

    ردحذف