الجمعة، 20 يناير 2012

حقيقة إهداء ثواب الأعمال البدنية والمالية والتطوعية إلى الموتى





الجواب
الكافي لمن سأل عن حكم
وحقيقة
إهداء ثواب الأعمال البدنية والمالية والتطوعية إلى الموتى
للشيخ سيدي الكبير بن المختار بن الهيبه
تحقيق و تعليق وطبع :
إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
هذه فتوى الشيخ سيدي الكبير رحمه الله تعالى
في مسألة إهداء ثواب الأعمال البدنية والمالية والتطوعية إلى الموتى وهل يصل ثواب
ذلك إليهم فينتفعون به أم لا ؟.
وسئل[1]
رحمه الله عن الصلاة هل ينوى ثوابها للموتى ؟ وهل يصل إليهم كالقراءة أم لا ؟
فأجاب رحمه الله : إن الأعمال البدنية كالصلاة
و الصيام[2] قد
اختلف العلماء فيها هل يجوز أن يفعلها الإنسان عن غيره و يصل نفعها إلى مَن فُعِلت
عنه أم لا ؟ بخلاف الأعمال المالية كالصدقة والعتق فيجوز أن يفعلها الإنسان عن
غيره ويصل نفعها إلى من فعلت عنه باتفاق . انظر كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن
جزي[3]
عند قوله تعالى : (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ))[4].
ثم اعلم أن القراءة من الأعمال البدنية التي اختلف العلماء في جواز فعلها عن الغير
ووصولها إليه , ففي حاشية البناني[5]
على الزرقاني مانصه : وفيها أي القراءة ثلاثة أقوال : تصل مطلقا[6] ,
لاتصل مطلقا[7] , الثالث
إن كانت عند القبر وصلت , وفي موضع غيره لم تصل[8] .
قال في المسائل الملقوطة[9]
ويعني بكونها في موضع القبر تصل : أنه يحصل له أجر مستمع . و في آخر نوازل ابن رشد
في السؤال عن قوله تعالى : (( و أن ليس للإنسان إلا ما سعى )) قال وإن قرأ الرجل
وأهدى ثواب قراءته للميت جاز ذلك وحصل أجره . و قال ابن هلال[10]
في نوازله الذي أفتى به ابن رشد[11]
وذهب إليه غير واحد من أئمة الأندلسيين أن
الميت ينتفع بقراءة القرآن الكريم و يصل إليه نفعه و يحصل له أجره إذا وهب القارئ
قراءته له , وبه جرى عمل المسلمين شرقا وغربا , ووقفوا على ذلك أوقافا و استمر
عليه الأمر منذ أزمنة سالفة[12] .
قال ومن اللطائف أن عز الدين بن عبد السلام[13]
الشافعي رِيء في المنام بعد موته فقيل له ما تقول فيما كنتَ تنكر من وصول ما يُهدَى
من قراءة القرآن للموتى ؟ فقال : هيهات وجدت الأمر على خلاف ما كنت أظن . انتهى
المراد مما في حاشية البناني المذكورة .
و في التوضيح[14]
ما نصه : فائدة : من الأشياء ما لا تقبل النيابة فيه بالإجماع كالإيمان بالله عز
وجل و منها ما تقبل النيابة فيه إجماعا كالدعاء و الصدقة ورد الديون و الودائع ,
واختلف في الصوم والحج , والمذهب أنهما لا يقبلان النيابة , وكذا القراءة لاتصل
على المذهب . حكاه القرافي[15]
في قواعده , والشيخ ابن أبي جمرة وهو
المشهور من مذهب الشافعي , وذكره النووي في الأذكار , ومذهب أحمد وصول القراءة ,
ومذهب مالك كراهة القراءة على القبور , ونقله سيدي ابن أبي جمرة[16]
في شرح البخاري : قال : لأنا مكلفون بالتفكر فيما قيل لهم وما ذا لقوا , ونحن
مكلفون بالتدبر في القرآن , فـَآل الأمر إلى إلى إسقاط أحد العملين . انتهى كلام
التوضيح في باب الحج .
وفي الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد
القيرواني[17]
عند قول الرسالة :* و لم يكن ذلك عند مالك أمرا معمولا به * ما نصه : بل يكره عنده
قراءة يس[18]
أو غيرها عند موته أو بعده[19]
أو على قبره , قال ابن عرفة[20] و
غيره من العلماء : و محل الكراهة عند مالك في تلك الحالة إذا فعلت على وجه السنية
, وأما إذا فعلت على وجه التبرك بها و رجاء حصول بركة القرآن للميت , فلا , وأقول
هذا هو الذي يقصده الناس بالقراءة فلاينبغي كراهة ذلك في هذا الزمان , و تصح الإجارة
عليها[21] .
قال القرافي : والذي يظهر حصول بركة القرآن للأموات كحصولها بمجاورة الرجل الصالح[22] ,
و بالجملة فلا ينبغي إهمال أمر الموتى من القراءة و لا من التهليل الذي يفعل عند
الدفن , والإعتماد في ذلك كله على الله تعالى و سعة رحمته .
وذكر صاحب المدخل أن من أراد حصول بركة قراءته
وثوابها للميت بلاخلاف فليجعل آخر ذلك دعاء , فليقل : اللهم أوصل ثواب ما قرأناه لفلان
, أو ما قرأته , وحينئذ يحصل للميت ثواب القراءة , و للقارئ ثواب الدعاء .
انتهى
جواب الشيخ سيدي الكبير رحمه الله .
و
الحمد لله أوّلا و آخرا
[1]
ـ أي الشيخ سيدي
الكبير : هو الشيخ سيدي بن المختار بن الهيبه ولد سنة 1190هـ _ 1773م , عالم كبير
ووليّ معروف وشيخ مشهور , ذو نفوذ فكري وسياسي عظيم جدا من أبرز الوجوه في حياة
بلاد شنقيط خلال القرن 13هـ 19م ,شهد له القاصي و الداني بالعلم و الورع والتقى
والصلاح وبذل المعروف والسعي في مصالح العباد والبلاد , وكان رحمه الله مجاب الدعوة , دمث الأخلاق , سخيا , كريما , جوادا , حكيما
ذا بصيرة ثاقبة , ووجاهة عظيمة , ومهابة جليلة , وكرامات مشهودة , له مؤلفات عديدة ورسائل مهمة تعكس سعة
علمه وغزارة معارفه وشموليتها , توفي رحمه الله سنة 1284هـ 1868م.

[2]
ـ من المتفق عليه : أن
الميت ينتفع بما كان سبباً فيه من أعمال البر في حياته ، لما رواه مسلم وأصحاب
السنن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا مات ابن آدم انقطع
عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم يُنتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ] وروى
ابن ماجه عنه : أنه صلى الله عليه وسلم قال:[ إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته
بعد موته ، علماً علمه ونشره ، أو ولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه . أو مسجداً
بناه ، أو بيتاً بناه لابن السبيل أو نهراً أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته
وحياته، تلحقه من بعد موته ] .
وروى مسلم عن جرير بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[ من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من
أجورهم ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ، ووزر من يعمل بها من بعده من
غير أن ينقص من أوزارهم شيء ] .
أما ما ينتفع به من أعمال البر الصادرة عن غيره فبيانها فيما يلي :
_. الدعاء والاستغفار له ، وهذا مجمع عليه لقول الله تعالى : ( والذين جاؤوا من
بعدهم يقولون:ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ولا تجعل في قلوبنا
غلاً للذين آمنوا ، ربنا إنك رؤوف رحيم ) ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم [
إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ] وحُفِظَ من دعاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم : [ اللهم اغفر لحينا وميتنا ]
ولا زال السلف والخلف يدعون للأموات ويسألون لهم
الرحمة والغفران دون إنكار من أحد.
_ . الصدقة : وقد حكى النووي الإجماع على أنها تقع عن الميت ويصله ثوابها
سواء كانت من ولد أو غيره ، لما رواه أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة : أن رجلاً
قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص ، فهل يكفر عنه أن
أتصدق عنه؟ قال : "نعم" .
وعن الحسن عن سعد بن عبادة . أن أمه ماتت. فقال: يا رسول الله : إن أمي
ماتت أفأتصدق عنها ؟ قال : "نعم". قلت : فأيُّ الصدقةِ أفضلُ ؟ قال
: "سقيُ الماء" قال الحسن : فتلك سقاية آل سعد بالمدينة . رواه أحمد
والنسائي وغيرهما . ولا يشرع إخراجها عند المقابر، ويكره إخراجها مع الجنازة .
وروى الإمام أحمد في
مسنده عن
عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ
نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ
الْعَاصِي نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَةً وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ:( أَمَّا أَبُوكَ فَلَوْ
كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ فَصُمْتَ وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ نَفَعَهُ ذَلِكَ ).الحديث
:6704

_ . الصوم : لما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال
: [ لو كان على أمك دين أكنتَ قاضيَه عنها ] ؟ قال : نعم. قال
: [ فدين اللهِ أحقُّ أن يُقضى ] .
_ . الحج : لما رواه البخاري عن ابن عباس : أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحُجَّ عنها ؟
قال : [ حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دينٌ أكنتِ قاضيَتَه ؟ اقضوا فالله أحق
بالقضاء ] .

[3]
ــ ابن
جزي الكلبي
(693
- 741 هـ = 1294 - 1340 م)
محمد
بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي، أبو القاسم: فقيه من العلماء
بالاصول واللغة. من أهل غرناطة. من كتبه " القوانين الفقهية في تلخيص مذهب
المالكية - ط " بتونس، و " تقريب الوصول إلى علم الاصول " و "
الفوائد العامة في لحن العامة " و " التسهيل لعلوم التنزيل - ط "
تفسير، و " الانوار السنية في الالفاظ السنية - ط " و " وسيلة
المسلم " في تهذيب صحيح مسلم، و " البارع في قراءة نافع " و "
فهرست " كبير اشتمل على ذكر كثيرين من علماء المشرق والمغرب. وهو من شيوخ
لسان الدين ابن الخطيب. قال المقريزي: فقد وهو يحرض الناس يوم معركة طريف.

[4]ـ قال القرطبي في
تفسيره عند هذه الآية : وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس : " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ
إِلَّا مَا سَعَى " يَعْنِي الْكَافِر وَأَمَّا الْمُؤْمِن فَلَهُ مَا سَعَى
وَمَا سَعَى لَهُ غَيْره .
قُلْت : وَكَثِير مِنْ
الْأَحَادِيث يَدُلّ عَلَى هَذَا الْقَوْل , وَأَنَّ الْمُؤْمِن يَصِل إِلَيه
ثَوَاب الْعَمَل الصَّالِح مِنْ غَيْره , وَقَدْ تَقَدَّمَ كَثِير مِنْهَا لِمَنْ
تَأَمَّلَهَا , وَلَيْسَ فِي الصَّدَقَة اِخْتِلَاف , كَمَا فِي صَدْر كِتَاب
مُسْلِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك .
وقال محمد الامين
الشنقيطي في أضواء البيان عند هذه الآية : وقوله
تعالى في هذه الآية الكريمة : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سعى } يدل
على أن الإنسان لا يستحق أجراً إلا على سعيه بنفسه ، ولم تتعرض هذه الآية لانتفاعه
بسعي غيره بنفي ولا إثبات ، لأن قوله : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا
سعى } قد دلت اللام فيه على أنه لا يستحق ولا يملك شيئاً إلا بسعيه ، ولم تتعرض
لنفي الانتفاع بما ليس ملكاً له ولا مستحقاً له . وقد جاءت آية من كتاب الله تدل على أن الإنسان قد ينتفع بسعي غيره
وهي قوله تعالى {والذين آمَنُواْ واتبعتهم ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا
بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ }.
وقد أوضحنا وجه الجمع بين قوله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ
إِلاَّ مَا سعى} وبين قوله : { والذين آمَنُواْ واتبعتهم ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ
} الآية . في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في سورة النجم ، وقلنا فيه
ما نصه والجواب من ثلاثة أوجه :
الأول : أن الآية إنما دلت على نفي ملك الإنسان لغير سعيه ، ولم تدل
على نفي انتفاعه بسعي غيره ، لأنه لم يقل : وأن لن ينتفع الإنسان إلا بما سعى ،
وإنما قال وأن ليس للإنسان ، وبين الأمرين فرق ظاهر ، لأن سعي الغير ملك لساعيه إن
شاء بذله لغيره فانتفع به ذلك الغير ، وإن شاء أبقاه لنفسه .
وقد أجمع العلماء على انتفاع الميت بالصلاة عليه والدعاء له والحج
عنه ونحو ذلك ما ثبت الانتفاع بعمل الغير فيه .
الثاني : أن إيمان الذرية هو السبب الأكبر في رفع درجاتهم ، إذ لو
كانوا كفاراً لما حصل لهم ذلك . فإيمان العبد وطاعته سعي منه في انتفاعه بعمل غيره
من المسلمين ، كما وقع في الصلاة في الجماعة ، فإن صلاة بعضهم مع بعض يتضاعف بها
الأجر زيادة على صلاته منفرداً ، وتلك المضاعفة انتفاع بعمل الغير سعى فيه المصلي
بإيمانه وصلاته في الجماعة ، وهذا الوجه يشير إليه قوله تعالى : { واتبعتهم
ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ } .
الثالث : أن السعي الذي حصل به رفع درجات الأولاد ليس للأولاد كما هو
نص قوله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سعى } ولكن من سعي الآباء
فهو سعي للآباء أقر الله عيونهم بسببه ، بأن رفع إليهم أولادهم ليتمتعوا في الجنة
برؤيتهم .
فالآية تصدق الأخرى ولا تنافيها ، لأن المقصود بالرفع إكرام الآباء
لا الأولاد ، فانتفاع الأولاد تبع فهو بالنسبة إليه تفضل من الله عليهم بما ليس
لهم ، كما تفضل بذلك على الولدان والحور العين ، والخلق الذين ينشؤهم للجنة .
والعلم عند الله تعالى . اه منه.

[5] ــ هو محمد بن
الحسن بن مسعود البناني ، أبو عبد الله: فقيه مالكي.علامة فاس ومحققها في جيله
المتوفى سنة 1194 هـ. قال الشيخ الرهوني: " وكان عالماً بالتفسير والحديث
والفقه والأصول والكلام والتصوف، ذا دين متين وتؤدة عظيمة وهدي حسن، منقبضا عن
السلطان زاهداً في عطاياه " ... الخ " , كان خطيب الضريح الإدريسي بها ،
وإمامه , له كتب ، منها (حاشية البناني على شرح الزرقاني لمختصر خليل : المسماة
"الفتح الرباني فيما ذهل عنه الزرقاني") حاشية استدرك بها على الزرقاني
ما ذهل عنه في شرحه على (مختصر خليل) و (حاشية على شرح السنوسي لمختصره في المنطق
) و (فهرسة ) في إسناد ما أخذه عن أشياخه
, ويقال إنه عرف عند أهل المغرب ب (بناني) من دون التعريف بأل، للتفريق بينه وبين
(البناني) نزيل مصر.
[6]ــ وفي "المغني" لابن قدامة الحنبلي في الاحتجاج لوصول ثواب
قراءة القرآن للميت قوله: "وهذه أحاديث صحاح، وفيها دلالة على انتفاع الميت بسائر القرب، لأن الصوم
والحج والدعاء والاستغفار
عبادات بدنية قد أوصل الله نفعها إلى الميت، فكذلك ما سواها مع ما ذكرنا من الحديث في
ثواب من قرأ سورة (يس) وتخفيف الله -تعالى- عن أهل المقابر بقراءته، ولأنه إجماع المسلمين، فإنهم في كل عصر ومصر يجتمعون
ويقرأون القرآن ويهدون
ثوابه إلى موتاهم من غير نكير" (المغني ج2 568(.
وقد صرح الحنفية بانتفاع
الميت بإهداء ثواب قراءة القرآن له، فقد جاء في "الدر المختار ورد المحتار": "ويقرأ سورة (يس) لما ورد: من دخل
المقابر فقرأ سورة (يس) خفف الله عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات" (الدر المختار
ورد المحتار ج2 ص243).
وقول شيخ الإسلام ابن تيمية في قراءة القرآن للميت :إن ثوابها يصل إليه فقد ذكر أن في
هذه المسألة قولين للعلماء، ثم رجح القول بوصول ثواب قراءة القرآن للميت فقال: "وأما الصيام، وصلاة التطوع، وقراءة القرآن فهذا فيه قولان للعلماء: الأول:- ينتفع به وهو
مذهب أحمد وأبي حنيفة وغيرهما. الثاني: لا تصل إليه وهو المشهور في مذهب مالك.
ثم قال في فتوى
له: وتنازعوا في وصول الأعمال البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن، والصواب أن الجميع يصل إليه، أي
يصل ثوابها إلى الميت"((مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج24 ص315، ص366).
[7]
_ قال الإمام النووي:
"والمشهور في مذهبنا -أي مذهب الشافعي- أن قراءة القرآن للميت لا يصله ثوابها. وقال
جماعة من أصحابنا: يصله ثوابها. وبه قال أحمد بن حنبل. (صحيح مسلم بشرح النووي ج7ص90).

[8]
_ إذا قرىء القرآن بعيدا عن الميت أو عن القبر وامتنع انتفاعه به بحكم
المجاورة وحضور الملائكة،
اختلف الفقهاء فى جواز انتفاع الميت به ، وهناك ثلاث حالات دار الخلاف حولها بين الجواز وعدمه
: الحالة الأولى : إذا قرأ القارئ ثم دعا اللّه بما قرأ أن يرحم الميت أو يغفر له ، فقد توسل القارئ إلى اللَّه بعمله الصالح
وهو القراءة، ودعا
للميت بالرحمة، والدعاء له متفق على جوازه وعلى رجاء انتفاعه به إن قبله اللَّه ، كمن توسلوا إلى
اللّه بصالح أعمالهم فانفرجت عنهم الصخرة التى سدت فم الغار. وفى هذه الحالة لا ينبغي أن يكون هناك خلاف يذكر فى عدم نفع
الميت بالدعاء بعد
القراءة .
الحالة الثانية : إذا قرأ القارىء ثم دعا اللّه أن يهدى مثل ثواب قراءته إلى الميت .
قال ابن الصلاح : وينبغى الجزم بنفع : اللهم أوصل ثواب ما قرأناه ، أي مثله ،
فهوالمراد ، وأن يصرح به لفلان ، لأنه إذا نفعه الدعاء بما ليس للداعى فما له أولى،
ويجري ذلك فى سائر الأعمال . ومعنى كلام ابن الصلاح أن الداعي يدعو اللّه أن يرحم
الميت : والرحمة ليست ملكا له بل للَّه ، فإذا جاز الدعاء بالرحمة وهي ليست له فأولى أن يجوز الدعاء بما له هو وهو ثواب
القراءة أو مثلها .
وكذلك يجوز فى كل قربة يفعلها الحي من صلاة وصيام وصدقة، ثم يدعو
بعدها أن يوصل اللَّه مثل ثوابها
إلى الميت . وقد تقدم كلام ابن قدامة في المغني عن ذلك . والدعاء بإهداء مثل ثواب القارئ إلى الميت هو المراد من قول المجيزين : اللهم أوصل ثواب ما قرأته لفلان .
الحالة الثالثة : إذا نوى القارئ أن يكون الثواب ، أي مثله ، للميت ابتداء أي قبل قراءته أو في أثنائها يصل ذلك إن شاء اللّه ،
قال أبو عبد اللَّه
الأبِيُّ : إن قرأ ابتداء بنية الميت وصل إليه ثوابه كالصدقة والدعاء ، وإن قرأ ثم وهبه لم يصل ، لأن
ثواب القراءة للقارىء لا ينتقل عنه إلى غيره .
وقال الإِمام
ابن رشد فى نوازله : إن قرأ ووهب ثواب قراءته لميت جاز وحصل للميت أجره ، ووصل إليه نفعه ، ولم
يفصل بين كون الهبة قبل القراءة أو معها أو بعدها ، ولعله يريد ما قاله الأبِيُّ . هذا، وانتفاع الميت بالقراءة مع الإِهداء أو
النية هو ما رآه المحققون
من متأخري مذهب الشافعي، وأوَّلوا المنع على معنى وصول عين الثواب الذى للقارىء أو على قراءته
لا بحضرة الميت ولا بنية ثواب قراءته له ، أو نيته ولم يدع له ، وفد رجح الانتفاع به أحمد وابن تيمية وابن القيم . وقد مر
كلامهم في ذلك . قال الشوكاني
" نيل الأوطار ج 4 ص 142 " : المشهور من مذهب الشافعي وجماعة من أصحابه أنه لا يصل إلى الميت
ثواب قراءة القرآن وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من العلماء وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل ، كذا ذكره النووي في الأذكار.

[9]
ـ تضمن
كتاب المسائل الملقوطة من الكتب المبسوطة
لمؤلفه: الإمام الفقيه العالم أبي اليُمن محمد ابن الإمام القاضي برهان الدين إبراهيم بن علي بن فرحون
(814هـ)، مادة فقهية علمية غنية، التقطها المؤلف ـ رحمه
الله ـ من كتب طالعها، ودروس حضرها، وكتب ورثها، وأراد أن يكون كتابه هذا تذكرة يرجع إليها، فالكتاب في أصله
أشبه ما يكون بمجموعة من البطائق والجذاذات، ضُمَّ
بعضها إلى بعض لتُكون مجلدا لطيفا، فيه من المسائل الفقهية وأجوبتها والفوائد والمواعظ ما يجد فيه الطالب بغيته.
ومجموع
المواد التي أودعها المؤلف كتابه نحو
سبعمائة، منها مسائل كثيرة في فقه الصلاة، وبعض مسائل فقه الزكاة، والصيام، والحج، وبعضها يجمع هذه الأركان. كما
أخذت مسائل النكاح و البيوع حيزاً كبيراً من الكتاب،
ومن المسائل أيضا ما يتعلق بفقه الوقف والشفعة، وأبواب القضاء والشهادات والدعاوى، والحدود والعقوبات، وأورد
ابن فرحون في هذا الكتاب عدداً من الأشباه والنظائر
في أبواب مختلفة، واعتنى بذكر الحدود اللغوية والاصطلاحية.

[10]
_ ابن هلال (817 - 903 ه = 1414 - 1497 م) إبراهيم بن
هلال بن علي، أبو إسحاق الصنهاجي نسبا الفلالي السجلماسي: فقيه من علماء المالكية.
كان مفتي سجلماسة في المغرب الاقصى وعالمها. ووفاته بها
له كتب منها (النوازل - ط) جزآن، رتبه علي بن أحمد
الجزولي، و (الدر النثير على أجوبة أبي الحسن الصغير - ط) و (الاجوبة - ط) فقه، و
(شرح البخاري) أربعة أسفار، و (شرح مختصر
خليل) و
(فهرست - خ) 27 ورقة، في الرباط (271 ك) و (اختصار الديباج المذهب لابن فرحون - خ).

[11] ـ ابن رشد (520 -
595 هـ = 1126 - 1198 م) محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي،
أبوالوليد:القاضي الفقيه المالكي الفيلسوف
, من أهل قرطبة كان دمث الأخلاق، حسن الرأي , عرف المنصور (المؤمني) قدره فأجله
وقدمه, واتهمه خصومه بالزندقة والإلحاد، فأوغروا عليه صدر المنصور، فنفاه إلى
مراكش، وأحرق بعض كتبه، ثم رضي عنه وأذن له بالعودة إلى وطنه، فعاجلته الوفاة
بمراكش، ونقلت جثته إلى قرطبة، قال ابن الأبار: كان يفزع إلى فتواه في الطب كما
يفزع إلى فتواه في الفقه. ويلقب بابن رشد " الحفيد " تمييزا له عن جده
أبي الوليد محمد بن أحمد (المتوفى سنة 520), له العديد من المصنفات تزيد على
الخمسين في شتى العلوم , منها : "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" و" التحصيل " في اختلاف مذاهب
العلماء و" الضروري " في المنطق
و "منهاج الأدلة " في الأصول . [ الأعلام للزركلي ، والصلة ص 518
، والديباج ص 378 ] .
[12]
ــ والظاهر أن الدعاء متفق
عليه أن ينفع الميت والحى، والقريب والبعيد، بوصية وغيرها ، وعلى ذلك أحاديث كثيرة ، بل كان أفضل الدعاء أن يدعو لأخيه بظهر
الغيب .هذا، وقد قال الأبِيُّ :
والقراءة للميت ، وإن حصل الخلاف فيها فلا ينبغي إهمالها ، فلعل الحق الوصول ، فإن هذه الأمور مغيبة عنا ، وليس الخلاف فى حكم
شرعي إنما هو فى أمر
هل يقع كذلك أم لا. وأنا مع الأبِي فى هذا الكلام ، فإن القراءة للميت إن لم تنفع الميت فهي للقارئ ،
فالمستفيد منها واحد منهما، ولا ضرر منها على أحد. مع تغليب الرجاء فى رحمة اللّه وفضله أن يفيد بها الميت كالشفاعة
والدعاء وغيرهما .

[13]
ــ عز الدين بن
عبد السلام ( 577 ـ660 هـ )
هو
عبد العزيز بن عبد السلام أبي القاسم بن الحسن السلمي ، يلقب بسلطان العلماء .
فقيه شافعي مجتهد . ولد بدمشق وتولى التدريس والخطابة بالجامع الأموي . انتقل إلى
مصر فولي القضاء والخطابة .
من
تصانيفه : (( قواعد الأحكام في مصالح الأنام )) و(( الفتاوى)) ، و(( التفسير
الكبير )).
من
:[ الأعلام للزركلي 4/145 . وطبقات السبكي 5/80 ]

[14]
ــ التوضيح : هوشرح
لمختصر ابن الحاجب المسمى " جامع الأمهات " في الفقه المالكي , ألفه :
خليل بن إسحاق بن موسى , ضياء الدين الجندي صاحب : " المختصر " في الفقه
المالكي المشهور( توفي سنة 776 هـ ).

[15] ــ القرافي : هو أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن
، أبو العباس ، شهاب الدين القرافي . أصله من صنهاجة ، قبيلة من بربرالمغرب .
نسبته إلى القرافة وهي المحلة المجاورة لقبر الإمام الشافعي بالقاهرة . فقيه مالكي
ولد سنة 626هـ , مصري المولد والمنشأ والوفاة . انتهت إليه رئاسة الفقه على مذهب
مالك . من تصانيفه : ( ( الفروق ) ) في القواعد الفقهية ؛ و ( ( الذخيرة ) في الفقه
؛ و( شرح تنقيح الفصول في الأصول ) و(الأحكام
في تمييز الفتاوى من الأحكام ), توفي سنة 684 هـ .
[ الأعلام للزركلي ؛ الديباج ص 62 - 67 ؛ شجرة النور ص 188 ]
[16]
ــ ابن
أبي جمرة (000 - 695 هـ = 000 - 1296 م)
عبد
الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الازدي الأندلسي، أبو محمد: من العلماء بالحديث،
مالكي. أصله من الأندلس ووفاته بمصر. من كتبه " جمع النهاية - ط " اختصر
به صحيح البخاري، ويعرف بمختصر ابن أبي جمرة، و " بهجة النفوس - ط " في
شرح جمع النهاية، و " المرائي الحسان - ط " في الحديث والرؤيا .

[17]
ــ الفواكه
الدواني لمؤلفه : أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي (المتوفى : 1126هـ)

[18]
ــ جاء
في سنن أبي داود : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْعَلَاءِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْمَرْوَزِيُّ الْمَعْنَى قَالَا
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اقْرَءُوا يس عَلَى
مَوْتَاكُمْ) .الحديث :2714, وَهَذَا لَفْظُ ابْنِ الْعَلَاءِ.
وفي مسند الإمام أحمد : حَدَّثَنَا
عَبْدُِ اللَّه حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ
وَذُرْوَتُهُ نَزَلَ مَعَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ثَمَانُونَ مَلَكاً وَاسْتُخْرِجَتْ
(اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ) مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ
فَوُصِلَتْ بِهَا أَوْ فَوُصِلَتْ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ وَ( يس) قَلْبُ
الْقُرْآنِ لاَ يَقْرَأُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
وَالدَّارَ الآخِرَةَ إِلاَّ غُفِرَ لَهُ وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ ».20836
وقد صرح الحنفية بانتفاع الميت
بإهداء ثواب قراءة القرآن له، فقد جاء في "الدر المختار
ورد المحتار": "ويقرأ سورة ( يس) لما ورد: من دخل المقابر فقرأ سورة (يس خفف الله عنهم يومئذ، وكان له بعدد
من فيها حسنات" (الدار المختار ورد المحتار ج2 ص243).

[19]
ــ وقد أعل الدارقطنى وابن القطان حديث ( يس ) ،
لكن صححه ابن حبان والحاكم ، وحمله المصححون له على القراءة على الميت حال الاحتضار، بناء على حديث فى
مسند الفردوس " ما من ميت يموت فتقرأ عنده يس إلا هون اللّه عليه " . لكن بعض
العلماء قال : إن لفظ الميت
عام لا يختص بالمحتضر ، فلا مانع من استفادته بالقراءة عنده إذا انتهت حياته ، سواء دفن أم لم يدفن ، روى البيهقى بسند حسن
أن ابن عمر استحب قراءة أول سورة البقرة وخاتمتها على القبر بعد الدفن . فابن حبان الذي قال فى صحيحه
معلقا على حديث " اقرءوا على موتاكم يس " أراد به من حضرته المنية لا أن الميت
يقرأ عليه ، رد عليه المحب
الطبرى بأن ذلك غير مسلم له وإن سلم أن يكون التلقين حال الاحتضار .
قال الشوكانى
: واللفظ نص فى الأموات ، وتناوله للحي المحتضر مجاز فلا يصار إليه إلا لقرينة . " نيل
الأوطار ج 4 ص 52 " .
والنووي ذكر فى رياض الصالحين تحت عنوان : الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدعاء له والاستغفار
والقراءة " الباب
الحادى والستون بعد المائة " ذكر أن الشافعى قال : يستحب أن يقرأ عنده شىء من القرآن ، وإن ختموا
القرآن كان حسنا . وجاء فى المغنى لابن قدامة " ص 758" : تسن قراءة القرآن عند القبر
وهبة ثوابها ، وروى أحمد أنه بدعة ، ثم رجع عنه . وكره مالك وأبو حنيفة القراءة عند القبر حيث لم ترد بها السنة . لكن القرافي
المالكي قال : الذى يتجه أن يحصل للموتى بركة القراءة، كما يحصل لهم بركة الرجل
الصالح يدفن عندهم أو
يدفنون عنده .

[20] ـ هو محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي
المالكي ، من فقهاء المالكية ، ومن علماء العربية ، ينسب لدسوق بمصر ، تعلم وأقام
وتوفي في القاهرة سنة 1230هـ . من مصنفاته : الحدود الفقهية ، وحاشية على مغني
اللبيب ، وحاشية على السعد التفتازاني ، وحاشية على الشرح الكبير لمختصر خليل ،
وحاشية على شرح السنوسي لمقدمته أم البراهين . يراجع في ترجمته : الأعلام 6 / 17 ،
معجم المؤلفين 8 / 292 .

[21]
ــ وهذا
الخلاف محله إذا قرئ القرآن بغير أجر، أما إن قرئ بأجر, الجمهور على عدم انتفاع الميت به ، لأن القارئ أخذ ثوابه
الدنيوي عليها فلم يبق لديه ما يهديه أو يهدي مثل ثوابه
إلى الميت ، ولم تكن قراءته لوجه اللَّه حتى يدعوه بصالح عمله أن ينفع بها الميت ، بل كانت القراءة للدنيا .
ويتأكد ذلك إذا كانت هناك مساومة أو اتفاق سابق على
الأجر أو معلوم متعارف عليه ، أما الهدية بعد القراءة إذا لم تكن نفس القارئ متعلقة بها فقد يرجى من القراءة
النفع للميت, والأعمال بالنيات ، وجاء في الحديث الذي رواه أحمد و الطبراني
والبيهقي عن عبد الرحمن بن شبل ( اقرأوا القرآن
واعملوا به ، ولا تجْفوا عنه ، ولا تَغْلوا فيه ، ولا تأكلوا به ، ولا تستكثروا به ) قال الهيثمي : رجال أحمد ثقات ،وقال
ابن حجر فى الفتح :سنده قوي .
وفسر الأكل به بأخذ الأجرة عليه ، كما
فسره بالاستجداء به والتسول .

[22]
ــ وقال القرافي في نفس السياق : وَلَا تَتَوَقَّفُ عَلَى
التَّكْلِيفِ فَقَدْ حَصَلَتْ بَرَكَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِلْخَيْلِ وَالدَّوَابِّ وَغَيْرِهِمَا كَمَا ثَبَتَ بِالْجُمْلَةِ .
وقال ابن أبي شيبة في
مصنفه : حَدَّثَنَا
حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : إنَّ اللَّهَ لَيُصْلِحُ بِصَلاَحِ الْعَبْدِ وَلَدَهُ
وَوَلَدَ وَلَدِهِ وَأَهْلَ دُوَيْرَتِهِ وَأَهْلَ الدُّوَيْرَاتِ حَوْلَهُ ،
فَمَا يَزَالُونَ فِي حِفْظٍ مِنَ اللهِ مَا دَامَ بَيْنَهُمْ. وقال سعيد بن
المسيب لابنه : لأزيدنَّ في صلاتي مِنْ أجلِك ، رجاءَ أنْ أُحْفَظَ فيكَ ، ثم تلا
هذه الآية { وَكَانَ أَبُوْهُمُا صَالِحاً } ، وقال عمرُ بن عبد العزيز : ما من
مؤمن يموتُ إلاَّ حفظه الله في عقبه وعقبِ عقبه .
وقال ابْنُ عَرَفَةَ
قَبِلَ عِيَاضٌ اسْتِدْلَالَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْقِرَاءَةِ
عَلَى الْقَبْرِ بِحَدِيثِ الْجَرِيدَتَيْنِ وَقَالَهُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ .
وقال ابْنُ رُشْدٍ فِي
نَوَازِلِهِ ضَابِطُهُ : إنْ قَرَأَ الرَّجُلُ وَوَهَبَ ثَوَابَ قِرَاءَتِهِ لِمَيِّتٍ جَازَ ذَلِكَ وَحَصَلَ لِلْمَيِّتِ
أَجْرُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ .إهـ
هذا ما تيسر من تحقيق
لهذه الفتوى , وأرجو من الله العلي القدير أن ينفع به , و أن يكون خالصا لوجهه
الكريم , وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه .
وكتبه عبد ربه الغني به
: إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي

هناك 3 تعليقات:


  1. شركة غسيل خزانات بمكة


    اغسيل خزانك مع شركة المنزل شركة غسيل خزانات بمكة , عزل خزانات بمكة علي اعلي مستوي من افضل الطرق العالمية الحديثة التي لا تضر بالماية المخزنة او الضرر بالخزانات عموما فشركة المنزل شركة متخصصة في غسيل خزانات بمكة , عزل خزانات بمكة باقوي مواد التنظيف و العزل المائي التي تقضي علي اي تواجد للبكتريا او تسريب للمياة بافضل لااسعار بمكة


    غسيل خزانات بمكة


    http://elmnzel.com/cleaning-tanks-makkah

    ردحذف

  2. شركة كشف تسربات المياه بالدمام

    يعتبر الكشف عن تسربات المياه من الأمور الصعبة التي يتجاهلها الكثير، خوفا من استخدام الطرق التقليدية التي تعتمد على تكسير الحوائط والجدران والارضيات وتكسير البلاط أيضا وإزالة الموكيت والسجاد والباركية كل هذا يشكل قلق وخوف للعميل من معالجة منزلة من تسربات المياه، لكن مع التقدم التكنولوجي والعلمي الذي حدث في مجال تسربات المياه استطاع تفادي كل هذه الأساليب، فأصبح اليوم الكشف عن مشكلة تسربات المياه أسهل مما يكون فقد تم التوصل إلى أجهزة كشف تسربات المياه دون الحاجة إلى تكسير الارضيات والجدران وغيرها وتفادي مشاكل تسرب المياه بدون قلق او ازعاج.


    كشف تسريبات المياه بالدمام
    افضل شركات كشف تسربات مياه بالدمام
    افضل شركه كشف تسربات المياه بالدمام
    كشف تسربات المياة
    كشف تسربات المياة بالدمام

    ردحذف