الجمعة، 20 يناير 2012

إشكالية حرف الضاد مخرجا ونطقا




(مَسْأَلَةٌ) : يقول ابن كثير رحمه الله : وَالصَّحِيحُ مِنْ مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ
يُغْتَفَرُ الْإِخْلَالُ بِتَحْرِيرِ مَا بَيْنَ الضَّادِ وَالظَّاءِ لِقُرْبِ
مَخْرَجَيْهِمَا؛ وَذَلِكَ أَنَّ الضَّادَ مَخْرَجُهَا مِنْ أَوَّلِ حَافَّةِ
اللِّسَانِ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الْأَضْرَاسِ، وَمَخْرَجُ الظَّاءِ مِنْ طَرَفِ
اللِّسَانِ وَأَطْرَافِ الثَّنَايَا الْعُلْيَا، وَلِأَنَّ كُلًّا مِنَ
الْحَرْفَيْنِ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَمِنَ الْحُرُوفِ الرِّخْوَةِ
وَمِنَ الْحُرُوفِ الْمُطْبَقَةِ، فَلِهَذَا كُلِّهِ اغْتُفِرَ اسْتِعْمَالُ أَحَدِهِمَا
مَكَانَ الْآخَرِ لِمَنْ لَا يُمَيِّزُ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ। وَأَمَّا حَدِيثُ: "أَنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَقَ بِالضَّادِ" فَلَا أَصْلَ لَهُ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

رسالة حول حرف الضاد للشيخ سيديّ بابَ:

ومما حرّرَ الشيخ سيدي باب: مسألة الضاد:
وذلك أن من المعلوم عند من له نظرٌ في كتب التجويد ومخارج الحروف وصفاتها، ما فيها من أن الضادَ مما تختص العرب بالنطق به سليقةً، وصاروا يقولون لغةَ الضاد يعنون لغةَ العرب. وقال أبو الطيب المتنبي: (خفيف)

وبهم فخرُ كل من نَطَقَ الضا د وغوثُ الجاني وغيْثُ الطريد

وأنها أصعبُ الحروف، بحيث يتعذر النطق بها إلا بالرياضة التامة وأنها تشبهُ الظاء ولا تمتاز عنها إلا بالاستطالة والمخرج ولهذا عَسُرَ التمييز بينهما وأن بينهما ما يسمى عند علماء البديع بالجناس اللفظي. قال السيوطي في عقود الجمان: (رجز)

قلتُ وإن تشابَــــــــــــها في اللـفظ كالضاد والظاء فذاك اللفظي

ومثلهما في ذلك النون والتنوين وهاء التأنيث وتاؤه। وقال الفخر الرازي في تفسيره: "إن التكليف بالفرق بينهما من تكليفِ مالا يطاق".
وللحافظ ابن كثير في أوائل تفسيره شيءٌ من هذا। وأن الضاد حرف رِخْوٌ يجري فيه الصوت جَريانَه في بقية الحروف الرِّخْوَةِ، بل قيل إنه مُتفشٍ، والتَّفَشي أخصُّ من الرّخاوَة، وأنه مُستطيلٌ في مخرجه، ولا كذلك غيرُه من الحروف। ولما كان هذا مفقودا في ضاد العامة كَثُر القيل والقال فيها بين المتمسكين بالضاد المألوفة مِنْ أنها هي التي بها الرواية، وقد يبحثون فيما فُقِدَ فيها من صفات ضاد العرب وأنها هي التي ينطق بها الأكثر ممن فيهم أعْلامُ العلماء في الأقطار، ويُجيبهم الآخرون بأن من شروط الرواية موافقتَها لما في كُتُبِ التجويد، وأنها
إنما أُلفَتْ لحفظِ الرواية.
فنظم الشيخ سيدي باب في هذه المسألة نظما جامعا وألَّفَ فيها رسالة مستقلة أكْثَر فيها النقل عن أئمة القراءة والعربية، وأطال، لأن المقام يقتضي الإطالة، مُبيِّنا أنّ الضاد الرخوة التي يَنْطِقُ بها هو ومن وافقه هي ضاد العرب صِفَةً، ومَخْرَجًا، روايةً ودرايةً.
وقال: (رجز)
لِيُمعِنِ القارئُ في الضاد النظرْ عند احتجاجه بنص المُختصَرْ
هـل ثَمَّ تمييــز عسير جــــدَّا أو ثم حـرف يُتعـب العِبـــــــــــدّا
وهـل تُطيق لفظَه الصبيـــــــانُ والقِـبْطُ والبربـرُ والســــــودانُ
فالضاد أصـعب حـروفهم بـلا تنـازع بيـن جميع الفـُـضــــــــــلا
والـمَيزُ بينـها وبين الظـــــــاء صعبٌ لدى جمــاعة القُـــــرَّاء
واخـتصت الـعرب بالتكلـــــمِ بها عَنَ اصحابِ اللسانِ العجمي
بـل ذلك المَخرج بين الضــــاد والظاء في المُخرج عند النــــادي
يَـبـيـن ذاك للبيب النـاظـــــــــرِ عبارةُ المـــــــصباح والنـــــوادرِ
وليهده إلى ســواء المنهــــــجِ "والضادَ باستطالة ومــخــــرج"
ونصَّ ذاك النشرُ والتــمهيــــدُ له والاتــقــانُ بـــــــــه شَهــــــيدُ
وأن ضادَ العرب الـعربــــــــاءِ مُشْبِهَةٌ في السمع صوتَ الظــاء
ونــصَّ ذاك في النهاية انـــظــرِ والفجرَ فانْـظـُــرهُ له والجعـبري
وليس في تحقيقه من بـــــاسِ في مبحـث اللفظي في الجناس
وذاك في ألْـــــفــيــــــــة البيــــان وشـرحِها قـد جـاء والإتــقـــــــانِ
وقد قفا الجلالَ من تأخـَّـــــــرا فيه ولم يجعـلـْــهُ شيــئًا نُكُـرا
وكم شواهدَ لهذا المـطْــــلــبِ لعلماءِ أهـلِ كُـــلِّ مَذهَــــــــــب
فالفخر في تفسيره قد نبــــهـا وشرحُ الاقنـاع وشرحُ المنتـــهى
ومن قضاءِ الحاجِ للمحتــــاج نظــرُه لشَــرْحَـي المـــنهـــــــــاج
والحصرُ للظاءات في المُقدمه وغيرها بالعـد يا صــاحِ لِـــــمَـهْ؟
وانظـر إلى قولهـمُ مُشالَــــــهْ وقولـَــهُـــمْ قاصــرةٌ فَــيَــالـَــــهْ
وانظـر إلى ذكرهمُ منْ غـَـلـَطا بمـــزجِ ضـادِهِ بـِــدالٍ أو بـِـــــطـَا
وفي السماع من جميع العربِ في الشَّـرْق والغرب تـمـامُ الأرَبِ

وقال ـــــــ رحمه الله ــــــ:(بسيط)

الضاد حرفٌ عسيرٌ يشبه الظاءَ لا الدَّالَ يُشْبُه في لفظ ولا الطاء
لحنٌ فـَـشَا منذ أزمانٍ قد اتّبعَتْ أبــناؤُهم فـيه أجْـداداً وآبـاء
من غيرِ مُستَـنَدٍ أصـلا وغايتــُهم إلـْــفُ العوائد فيـه خَبْطَ عشواء
والحق أبلـجُ لا يخفى على فـَطِنٍ إن استضاء بما في الكُـتْب قد جاء
هذا هو الحقُّ نصًّا لا مَردَّ لــــــهُ من شاء بالحق فليومن ومن شاء

وقال العلامة حبيب بن الزايد التندغي مخاطبا الشيخ سيدي باب:

أحيَيتَ يا شيخُ مَيْتَ العِــلم إِحياءَ نـَعَمْ وأسْمَعْتَ لو ناديـتَ أَحْــياءَ
لكنْ ظلامُ الهوى أعمى البصائر مِنْ مَنْ عارضوك بما لم يُجْدِ إِجْـداءَ
قدعارضوك بأن الضاد لم يكُ عيــ نَ الظاء واستحسنوا مِن ذاك ما ساءَ
كأنهم غـَـفـَـلـُوا عَمَّـا افـتـَـتـَحْتَ بهِ "الضادُ حرفٌ عسيرٌ يُشبــهُ الظـاءَ
وليس جَعْلُ ذوي الإنكار ضادَكُمُ ظاءً يُصَــيِّــِرُهُ في نفســه ظــــــــــاءَ
فالحسُّ يغلـَطُ في الأشياء يحسـبها شيئا كما قد يظنُّ الشيءَ أشْــيــاءَ
وحُبُّكَ الشيءَ أحيانا يُصِمُّ كما عَنْ أفصحِ الخلق خيرِ العُرْبِ قدْ جاءَ
ما قلتَ إلا الذي في الكُتـْب جاء ومَن لمْ يتـَّـصف بالحَيَا فلياتِ مــا شـَـــــاءَ
يا من بفهمٍ وإنصافٍ قد اتَّصَفُوا تأمَّـلـوا صرَّحَتْ لا ريـــب جَــدَّاءَ

وقال محمد فال بن بابه في ذلك: (بسيط)
مَنْ أنْكرَ الحَـقَّ لا تَـنْصَبْ تعالِجْهُ فإن فيه عُـضـالاً ذلك الـــــــــــــــــداء
ومنْ تأمَّلَ ألْـــــفـَى أصْـلَ عِلـَّتِهِ كونَ الطباعِ لـِمَا لمْ تألفَ اعْداءَ

وقد قيـلتْ في الموضوع والبحر والروي مُقَطّعات من الفريقين.
وقال في أول رسالته: "فهذه نقول يعرف بها اللبيب الدائر مع الحق، أن الصواب في لغة العرب الضادُ الشبيهةُ بالظاء المعجمة، حسبما تلقيناه أيضا بالرواية المعتبرة أواخر النقول، لا الضادُ الشائعةُ الآن الشبيهةُ بالطاء والدال المهملتين." ثم نقلَ على هذا كثيرا من كلام القراء وعلماء العربية.
ثم قال والرواية التي وُعِدَ بها قَبْـلُ هي ما شافهنا به أخونا الأديب العالم الثقة المحقق التقي الشيخ محمد فال بن بابه بن أحمد بيبه العلوي حفظه الله وجزاه خيرا، ثم طلبنا منه كتابتها، فكتب ما صورته:
"الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم، قرأتُ الفاتحة وبعض السور على المقرئ بالحرم
المدني، مُفتتحَ عام سبع وثلاثمائة وألف، وهو الشيخ أحمد بن محمد الصوفي من أهل
القسطنطينية، وجدتُه مجاورا بالمدينة، ماهرا في فن القراءات والتجويد، يتصل سنده
بابن الجَزَري، وكنتُ أتردد إليه ما دمت في المدينة.
ولما سمعتُ أولا كيفية نطقه بالضاد، ظننته يجعلها ظاء، فقرأت عليه بها فقال لي
"ظ" لا و"ض" لا، يعني ب "ض لا" النهي عن الذي
يقرأ به أهل بلادنا ومن يقرأ كقراءتهم، وأنا كأني لا أسمع منه إلا الظاء، وهو لا
يرضى بها مني فقلت له ما الفرق، فقال لي: والضاد باستطالة ومخرج مَيِّز من
الظاء... .

هناك 5 تعليقات:

  1. اين تجد هذه الرسالة؟ هل هي منشورة؟

    ردحذف

  2. تنظيف خزانات بالمدينة المنورة شركة


    افضل مواد تنظيف الخزانات مع شركة فرسان الخليج شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنورة باحدث الطرق و الاساليب العلمية اتنظيف خزانك و حصولك علي افضل مياة صحية
    شركة فرسان الخليج شركة غسيل خزانات بالمدينة المنورة تقدم اعلي مستوي من الخدمة علي ايدي المتخث\صيين و الفنيين بافضل الاسعار
    اتصلوا بنا
    0553061333

    شركة غسيل خزانات بالمدينة المنورة


    http://www.forsan-elkhaleg.com/19/Cleaning-tanks-company-in-Madinah

    ردحذف

  3. شركة تنظيف خزانات بمكة


    شركة المنزل شركة تنظيف بمكة تعتمد علي افضل مواد التنظيف باحدث الادوات و الطرق
    لازالة جميع البكتريا و الشوائب العالقة بجدران الخزان
    مع شركة المنزل شركة عزل خزانات بمكة , تنظيف خزانات بمكة ستحصلون علي خزان مثالي لتخزين اطول للمياة


    تنظيف خزانات بمكة


    http://elmnzel.com/cleaning-tanks-makkah

    ردحذف
  4. شركة رش مبيدات بمكة
    اذا كنت تريد الحصول عل افضل شركة تقضي عل الحشرات فصقر البشاير 0500941566 ثقة لا تنتهي فهي افضل شركة رش حشرات بمكة تقوم بمكافحة حشرات المنزل المزعجة والتي تسبب الكثير من المشاكل اليومية بجميع انواعها واشكالها وذلك عنه طريق استخدام مبيدات لها القدرة في القضاء علي اكثر انواع الحشرات مقاومة للمبيدات المختلفة ,نحن افضل شركة رش مبيدات بمكة تقوم بمكافحة النمل الابيض , مكافحة الصراصير , مكافحة العقارب وجميع انواع الحشرات نملك افضل المتخصصين في القضاء علي الحشرات ,شركة مكافحة حشرات بمكة نقدم خصومات علي رش المنزل اتصل بنا الان للحصول عليها شركة مكافحة حشرات بمكة
    http://www.elbshayr.com/3/Pest-control

    ردحذف